أعلان الهيدر

الخميس، 11 أغسطس 2016

الرئيسية رحمة الدمى ... !

رحمة الدمى ... !


تقف عند نافذة عيادة طبيب الحي ، ترقب حركاته ومعاملته القاسية  لمرضاه كأنه رجل حرب ،أوديكتاتورجبّار.
تعجبها الدمية الخشبية الجالسة في خزانته بين كتب الطب المتراصة،تبتسم لبسمتها المسبقة،
كانت جميلة جدا ،ترتدي مئزرا أبيض ونظارة وردية وعلى رقبتها سماعة لقياس النبض.. وحذاء يبدو أنه لا يحدث قرعا يطرد سنة أو نوما عن سقيم ..
يزعجه طول وقوفها ومراقبتها لما يفعل وبسمتها لدمته التي تكاد تفقه ماتريد ومما تتألم..!
يأمرالممرض بطرها عدة مرات لكنها تعود ككل مرة لتعيد لقطتها بعناية شديدة كأنها خبيرة تمثيل .
يسألها عماتريد لكنها لا تجيبه رغم أن على صفحة وجهها الجميل أسئلة حائرة.
في غفلة منهما، وبعد خلو العيادة من المرضى تسللت إليها وأخذت الدمية وهربت لكنهما إلتحقا بها وطرق بابها ودخلا ليجدا الطفلة وأختها المعاقة وأمهما على حصيرميتة والدمية عند رأسها وبلباسها الرسمي.. !

قالت (المعاقة) – وقد أجهشت بالبكاء-:
-
أمي ماتت بعد ألم شديد ، كانت تعاني من مرض خطير لا نعرفه..ياطبيب الحي..
لماذا لم تأت لتكشف عنها ..لماذا؟ !
حاولت الطفلة إسكاتها بلغة الإشارة ،فهي لم تنطق بكلمة منذ أن ولدت وقد صرف أبوها الكثيرعلى علاجها قبل موته.
بكيا بشدة وانصرفا صاغرين ،وندما على غفلتهما اللإنسانية في فوضى الحواس والترف.
كان مشهدا مهيبا وحزينايلفه فقر المكان.
ذيع الخبر في المدينة الغافلة ،تجمع مراسلو ومصورو القنوات التلقزية المستنسخة ليأخذوا مشاهد تكون مادة دسمة لبرامجهم الراكدة.
لكن الصغيرة لم تأبه لحركاتهم وابتساماتهم الكاذبة .
جمعت دمى صديقاتها الخشبية والدمية الطبيبة لتكون جنازة أمها مهيبة ...!
..
ولتسعفها عند نقطة النهاية
.. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.